الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

إعلامنا الوطني ومعركة تصويب المسار

2014-11-04 22:44:59

تعاظم دور وسائل الإعلام وازداد خطورة وتعقيدا خلال هذا العصر حيث غدت هذه الوسائل حاجة يومية ماسة للناس مثل الماء والغذاء وغير ذلك من أساسيات الحياة ، وأدى هذا التطور الكبير والنوعي في دور وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري إلى بروز نوع من التحكم السياسي والأخلاقي بالعادات والتقاليد وبأنماط التفكير سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات ، ووسط هذا الزحام الذي يجري في كل مكان ظهرت معطيات جديدة أصبح الإنسان مرغما على التعامل معها لأول مرة بعد أن كان في الماضي في غنى عنها ، ومن ذلك ضرورة تحقيق الاتصال والتواصل مع ما يجري في العالم من أحداث معرفية وتطورات فكرية وإنسانية ، فحتى المرء العادي والبسيط أصبح لديه الكثير من الدوافع التي تحثه باستمرار على تتبع هذه الأحداث والتطورات دون أن يجد فرصة لالتقاط الأنفاس لأن أي تخلف عن مواكبة هذا الذي يجري يفقد الإنسان الكثير من مسوغات وجوده في حياته .
وعلى الرغم ومن الحجم الضخم من المعلومات والتقارير التي تبثها وسائل الإعلام المتعددة الآن إلا أن الحقيقة ظلت محجوبة بنوع من التوضيب الذي يحمل في طياته الكثير من التناقضات والتوليفات السياسية والفكرية المحددة ، وفي الإطار نفسه فقد وجد الإعلام العربي أن المعادلة تحتاج إلى إعادة ترسيخ وتركيز القيم الوطنية والقومية من أجل مواجهة ثقافة الآخرين في وقت بدا واضحا أن المعركة المعرفية قد تحولت إلى سجال أحادي الجانب لأن وسائل الإعلام الدولية استطاعت أن تحقق قصب السباق على مستوى إعلام الدول الأخرى ، وبدل أن يركز الإعلام العربي على إيجاد البدائل الواقعية لهذا الفراغ الذي بدأ يفرض شروطه على المنطقة لجأ إلى الانخراط في لعبة التحديث والتقريب بحثا عن موطئ قدم في عالم باتت تتحكم فيه شبكات الإنترنت والحواسيب دون أن تلوح في الأفق أية بوادر ، تدعو إلى الاستنتاج بأن ثمة قدرة لدى المشرفين على الإعلام العربي في امتلاك عناصر التفوق وحتى عوامل المنافسة ، إننا اليوم بحاجة أكثر ما يمكن إلى عملية تنظيمية أو جدولة الإطار الإعلامي العربي وتأثيره المحلي ، وفي سبيل الوصول إلى ذلك لابد أن نفعل الإمكانات الوطنية ودفعها قدما باتجاه تطوير الإعلام المحلي ، وتحقيق الأثر في تخفيف التأثيرات الإعلامية الخارجية ، من خلال التوعية ونشر برامج معينة تحقق الأثر المبتغى ذات الشأن والاختصاص والتركيبة المحلية والذاتية .


د . أحمد طه

 


مشاركة :
طباعة