الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

جريدة الاتحاد

الصفحة السابقة »

ذكرى وعد بلفور والمخطط التاريخي المتواصل لتفتيت المنطقة

2014-11-04 21:56:05

تأتي الذكرى الـ 97 لوعد بلفور المشؤوم ، وحال أمتنا العربية مأساوي ، تمارس خلاله نفس القوى الاستعمارية وحلفاؤها في المنطقة ممارسات وتآمر لتقسيم وتفتيت المنطقة وجعلها خاضعة تحت سيطرتها كما كانت ، هذا الوعد المشؤوم الذي صدر في الثاني من تشرين الثاني عام 1917 والذي بموجبه يمنح اليهود وطنا قوميا في فلسطين العربية ، التي كانت خاضعة آنذاك للإمبراطورية العثمانية ، وقد بدأ الإنكليز زحفهم على فلسطين خلال صيف عام 1916 وسقطت القدس في أيديهم في 9 كانون الأول عام 1917 واحتلوا بعد ذلك بنحو أشهر الجزء الشمالي من فلسطين ، وبينما كانت المعارك دائرة حول القدس صدر وعد بلفور في تلك الآونة ، وقد عرف عرب فلسطين خطوطه الرئيسية بطريقة غير رسمية منذ أوائل 1918 ولكنهم لم يبلغوا به رسميا إلا في شباط 1920 في بيان أذاعه الحاكم العسكري العام حين دخلت القوات البريطانية فلسطين ، وأنشأت إدارة عسكرية فيها وبادرت على الفور في تنفيذ وعد بلفور ، ففتحت أبواب فلسطين للهجرة وسمحت لليهود بامتلاك الأراضي ، وبذلك بدأت بريطانيا في تهديد فلسطين قبل أن يتقرر الانتداب البريطاني فيها وفق قرار مؤتمر سان ريمو في 25 نيسان 1920 .
لقد كان وعد بلفور هذا مصدر البلاء الذي أصاب العرب وفلسطين فقد كان القاعدة الاستعمارية التي بني على أساسها فيما بعد صك الانتداب البريطاني على فلسطين وما أعقبه من تنفيذ الإنكليز وأنصارهم لأغراض المؤامرة الاستعمارية اليهودية ضد العرب ، وهي اليوم مستمرة في تكريس هذا الكيان الصهيوني البغيض في المنطقة ، وغرسه في منطقتنا العربية والانقضاض على الدول التي تحد هذا الكيان الصهيوني ، والتآمر عليها وتقسيمها وتفتيتها طيلة عقود ، وإسرائيل ومن ورائها تحاول فرض سياسة الأمر الواقع والتسليم والتنازل عن الأراضي العربية المحتلة ، وهي لم ولن تنجح في تحقيق مرادها ، فالمحور المقاوم لسياساتها ، صامد ، راسخ ، لن يتنازل ولن يهادن وسيسقط كل تلك المشاريع والأحلاف المعادية ، على الرغم الأثمان الكبيرة إلا أن محور المقاومة ، محور الحق ، والتي تمثل سورية عماده ، سيستعيد ذلك الشعور الوطني والقومي للشعوب العربية ، آملا في استعادة كافة الحقوق في مقدمتها أراضينا العربية المحتلة .
 

د . عمار سليمان


مشاركة :
طباعة