الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

الأخبار » تحقيقات

الصفحة السابقة »

شركة الإنشاءات المعدنية تستعد للانتقال التدريجي إلى مقرها الرئيسي

2019-02-21 09:40:32

بعد سنوات من تعرض مقرها الرئيسي في عدرا للتخريب والتدمير من قبل العصابات الإرهابية المسلحة وخروج العمال من المقر وإغلاق معاملها في القابون، تستمر الشركة العامة للإنشاءات المعدنية والصناعات الميكانيكية بدمشق بالعمل والإنتاج في ظروف صعبة وبيئة عمل غير مناسبة لطبيعة ونوعية الإنتاج الذي تقدمه، وذلك في مقر عملها المؤقت في الشركة العامة للكبريت في منطقة باب شرقي بدمشق.

وتواجه الشركة حالياً مشكلات تتمثل بنقص اليد العاملة من إداريين وفنيين وعمال إنتاج إلى جانب عدم توافر الآلات والروافع الحديثة وآليات نقل الأبراج الكهربائية الأمر الذي يرتب على الشركة دفع مبلغ بحدود أربعة ملايين ليرة شهرياً لنقل الأبراج من الشركة إلى مستودعات الكهرباء بحسب ما يشير إليه تقرير نقابة عمال الصناعات المعدنية والكهربائية بدمشق، والذي تضمن اقتراحات بضرورة رفد الشركة بالمهندسين الجدد وتأهيلهم بشكل جيد لضمان استمرار العملية الإنتاجية، وبخريجين من المعاهد المتوسطة ومن التدريب المهني لتطوير كادر الشركة وتمكينها من إنجاز العقود التي ترتبط بها مع الجهات الطالبة، والعمل على شراء آليات للنقل الجماعي وإصلاح الروافع الجسرية والآلات التي يمكن إصلاحها ورفد الشركة بروافع شوكية وآلات حديثة لتحسين وزيادة الإنتاج، ومن جانب آخر يتطلب الأمر تعديل النظام الداخلي للشركة ليتناسب مع المتطلبات والظروف الحالية، مع إعادة النظر بنظام الحوافز الإنتاجية المطبق في الشركة والذي لم يتغير منذ العام 1986، ما يجعله غير مناسب للمعطيات الحالية، مع الإشارة إلى أن عمال الشركة يقومون بأعمال كبيرة ومجهدة، إلى جانب العمل على تفعيل قانون توزيع الأرباح على عمال الشركة بنسبة معينة نظراً لارتفاع حجم أرباح الشركة لقاء الأعمال والعقود الكبيرة التي تنفذها لصالح الجهات العامة، والسعي لتشميل العمال بالأعمال الخطرة ومنحهم تعويض طبيعة العمل، ومن المقترحات أيضاً إلزام القطاع العام باستجرار حاجته من منتجات الشركة.

وتشير مصادر الشركة إلى أنه وبعد تعرض الشركة في العام 2012 - 2013 للتخريب والتدمير من قبل العصابات الإرهابية المسلحة ونقل المقر إلى شركة الكبريت في دمشق بمساعدة الجيش العربي السوري الذي أمن الدخول إلى الشركة ونقل المعدات والتجهيزات والآلات اللازمة للعمل، سعت الشركة إلى تطوير إنتاجها من صناعة الأبراج المعدنية إلى تركيب أجهزة الطاقة الشمسية والخزانات والهنغارات، وتصنيع المراجل البخارية بقياسات مختلفة ما بين 1 إلى 10 أطنان، وتصنيع مراجل التدفئة حيث تم تركيب المراجل في شركات القطاع العام وفي مصافي النفط.

وقد شهد العام الماضي 2018 توقيع عقود مع شركة توزيع الكهرباء بقيمة 3 مليارات ليرة وتم تنفيذ كامل العقود والانتهاء من التصنيع، أيضاً تم توقيع عقود لصالح تبغ جبلة وعقود مع شركة الدبس لتصنيع وصيانة المراجل البخارية.

إلى جانب ذلك تم تركيب منظومة طاقة شمسية كاملة في مشفى الأطفال بدمشق وفي مشفى المواساة أيضاً، إلى جانب عقد مع جامعة دمشق لتركيب أجهزة الطاقة الشمسية لتسخين المياه في المدينة الجامعية بدمشق يمكن أن ينفذ خلال العام الحالي.

وتشير مصادر الشركة إلى أن نسبة تنفذ خطة الشركة خلال العام الماضي وصلت إلى 400 %.

وفي الوقت نفسه يجري العمل على إعادة تأهيل المقر الأساسي للشركة في عدرا حيث يتم تأهيل البنى التحتية والكهرباء وقريباً سيتم الانتقال التدريجي إلى المقر وعودة كل العمال والإداريين والفنيين بعد الانتهاء من كامل أعمال التأهيل والإصلاح للمباني والمستودعات والصالات التي تم تدميرها وتخريبها على أيدي عصابات الإرهاب الأسود.

وبذلك تكون الشركة قد انتقلت من توصيفها كواحدة من الشركات المتعثرة التي كانت  تعتمد على وزارة المالية لدفع رواتب عمالها، إلى شركة منتجة ورابحة وتدفع رواتب عمالها من وارداتها ومن عائدات الإنتاج وذلك منذ مطلع العام 2015، والعمال يبدون تمسكاً وإصراراً على العمل رغم الظروف الحالية لتنفيذ العقود التي تلتزم بها الشركة مع الجهات العامة.

هو نموذج آخر من نماذج التحدي والإصرار على التمسك بالمؤسسات والشركات العامة المنتجة، عمال سوريون قرروا عدم التخلي عن شركتهم وثبتوا في مواقع العمل والإنتاج رغم المخاطر المتمثلة بقذائف الحقد والغدر التي كانت تتهدد كل مواطن أثناء توجهه إلى عمله أو خلال تواجده في موقع الإنتاج.

هؤلاء هم شركاء في الانتصار على الإرهاب الأسود الذي كان قد اتخذ قراراً بتدمير كل ما ينبض بالحياة في سورية، فكان الصمود والتحدي والإصرار، وتحقق النصر المؤزر الذي أنجزه الجيش العربي السوري بتضحياته وبسالته وبقيت الشركات تعمل وتنتج وتنهض بالأعباء رغم تعاظم حجم الصعوبات والتحديات، ما أفشل المشروع الاستعماري القذر الذي خططت له قوى الغرب الاستعماري ونفذته عصابات الغدر والإرهاب الأسود بتمويل ورعاية ودعم من الرجعية العربية وتركيا.

المصدر : جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك