الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

الأخبار » تحقيقات

الصفحة السابقة »

صناعة السيراميك والأدوات الصحية تواجه خطر توقف خطوط الإنتاج

2018-01-07 09:10:06

بلقيس- زنوبيا-اشبيليا- الريف وغيرها، ليست أسماء لملكات حكمن عبر التاريخ أو أسماء لمناطق ومدن، وإنما هي أسماء لمنتجات الصناعة السورية التي نفخر ونتغنى بها ونبذل الجهود لإنعاشها وإعادة دوران عجلة الحياة والإنتاج فيها لما تتمتع بها من مواصفات قياسية عالية وجودة وأسعار منافسة، إلا أن هذه الصناعة والمتمثلة في صناعة السيراميك والأدوات الصحية تواجه تحدي وخطر توقف خطوط الإنتاج العاملة فيها والتي تشكل حالياً وفي معظمها أكثر من ربع خطوط الإنتاج في هذه الصناعة، مع توقف عدد من المعامل بشكل تام ما يعني خروج منتجات هذه الصناعة بشكل نهائي من السوق المحلية وعدم مساهمتها في عملية إعادة الإعمار وخسارة الكثير من القطع الأجنبي نتيجة استيراد السيراميك من الخارج.


خسارة أخرى

وبالإشارة لما سبق فإن الخسارة لا تكمن فقط بخطوط الإنتاج وإنما بالأيدي العاملة والتي ستفقد فرص عملها في حال توقف هذه المعامل عن العمل وهي تقدر بنحو 5 آلاف عامل مسجلين في التأمينات الاجتماعية في هذه الصناعة ،بالإضافة إلى آلاف فرص العمل غير المباشرة من العاملين في هذا المجال رغم الاعلان الواضح من الحكومة بدعم الصناعة الوطنية.


صناعة جديرة

ولعل من الجدير التذكير به أن معظم هذه المصانع أسست منذ العام 1996وبعده، مستقدمةً منذ ذلك الحين أحدث التكنولوجيا العالمية المستخدمة في هذه الصناعة إلى جانب استيراد آلات وتجهيزات وخطوط إنتاج ومعامل هي الأحدث في العالم ومن الشركات العالمية المعروفة في صناعة هذه الآلات، وهي تنتج بجودة عالية وضمن المواصفات القياسية السورية الوطنية والعالمية  ولم تتوقف عن تحديث خطوط إنتاجها وآلاتها حتى الآن ، بهدف تلبية حاجة السوق المحلية من مختلف أنواع و قياسات السيراميك والغرانيت والأدوات الصحية وسد متطلبات عملية إعادة الإعمار والاستغناء عن استيراد هذه المنتجات من الخارج وتوفير القطع الأجنبي واستثمار المواد الأولية وتحقيق أعلى قيمة مضافة وتوفير آلاف أخرى من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.


لسان الحال يتحدث

من المؤسف التحدث عن واقع ماثل أمامنا ينذر بمخاطر التوقف النهائي لهذه المعامل وخاصة مع وجود العديد من خطوط الإنتاج والمعامل المتوقفة إلى جانب تكدس منتجات هذه الشركات بمئات آلاف الأطنان ودون وجود أي تصريف لها إلا ما ندر.

ففي شركة بلقيس لصناعة السيراميك يؤكد مدير عام الشركة عبد الرحمن أورفه لي أن الشركة التي تحتوي على أربعة خطوط انتاج لا يعمل سوى خط إنتاج واحد وهو الآخر مهدد بالإغلاق ،اذا لم يتم الإسراع باتخاذ خطوات عاجلة من الحكومة لدعم هذه الصناعة وإنقاذها وخاصة أن الخطر الأكبر الذي يواجه استمرار هذه الصناعة والذي قد يؤدي إلى إغلاق هذه المنشآت بالكامل هو السماح باستيراد المنتجات المثيلة لمنتجات معاملها من الدول العربية وغيرها، من التي تدخل السوق المحلية بمواصفات متدنية وأسعار رخيصة نتيجة الدعم الذي تتمتع به مصانع هذه المنتجات في بلدانها وخاصة ما يتعلق بحوامل الطاقة وبخاصة الغاز الذي يشكل نسبة كبيرة من مدخلات الإنتاج في مقابل ارتفاع كلف الإنتاج لدينا وخاصة الغاز وحوامل الطاقة الأخرى مع الإشارة إلى أن هذه المنتجات تدخل السوق السورية دون رسوم جمركية بموجب اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى (جافتا) والتي سورية عضو فيها.

وفي معمل زنوبيا للسيراميك لا يختلف الحال بالرغم من الحذر الذي ينتاب القائمين عليه مع الثقة التي يولونها بالحكومة مع ما يقومون به من تطوير لخطوط الانتاج واستقدام آلات حديثة ليس في مقر الشركة في الكسوة فحسب بل حتى في منطقة عدرا بريف دمشق –وهنا يشير - مدير عام المعمل الدكتور خالد قبلان إلى الكميات الكبيرة من منتجات الشركة والمكدسة في أرضها ومستودعاتها أن مصانع السيراميك التي صمدت خلال الأزمة و استمرت بالعمل والانتاج و شكلت إلى جانب الصناعات الأخرى أحد عوامل الصمود للاقتصاد الوطني تبدو اليوم مهددة اليوم بالتوقف لعدم قدراتها على تصريف منتجاتها في السوق المحلية مع وجود كميات كبيرة من منتجات السيراميك والغرانيت والأدوات الصحية المستوردة والرخيصة في السوق المحلية والتي تنافس بالأسعار لكنها ذات جودة متدنية، آملاً في وقوف الدولة والحكومة إلى جانب هذه المصانع عن طريق توفير حماية لهذه الصناعة أسوة بالدول الأخرى التي تحمي صناعتها وخاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد التي تتطلب تطبيق قانون حماية الانتاج الوطني داعياً إلى توفير الفرصة لهذه المصانع للمساهمة في عملية إعادة الاعمار وتأمين متطلبات هذه الحماية وتصريف هذه المنتجات وتوفير أسواق لها.


الأكثر مرارة

حال شركة الريف لم تكن كسابقاتها فهي تملك 4 خطوط إنتاج إلا أن المعمل متوقف ولا يوجد فيه سوى الحراس لتوفير الحماية له والأمر ينطبق على معمل سيسكو الذي توقف منذ أيام فقط. ومعمل اشبيليا وهو الآخر جميع خطوط إنتاجه متوقفة بالكامل مع تكدس منتجاته في مستودعاته وبحسب القائمين عليه فإن سبب التوقف، يعود لعدم وجود سوق لتصريف منتجاته مع المنافسة الشديدة من منتجات رخيصة لا تتمتع بالجودة التي تتمتع بها منتجات مصانع السيراميك مما يرتب عبء مالي كبير يقع الشركة والشركات الأخرى جراء التوقف والتزام بدفع رواتب العمال دون عمل أو إنتاج و التكاليف الأخرى الباهظة تصل الى عشرات ملايين الليرات السورية.


الوزارة تعترف

في كتاب صادر عن وزارة الصناعة بتاريخ  4/11/2017 أكدت من خلاله على وجود 22 معملاً مرخصاً تنتج بلاط السيراميك والديكور والنعلات والأميال والغرانيت الصناعي والأدوات الصحية الخزفية المزخرفة، يعمل منها حالياً 9 منشآت وتبلغ طاقتها الإنتاجية 44 مليون متر مربع من السيراميك و740 الف متر مربع من النعلات والأميال و335625 قطعة صحية خزفية مختلفة.


غرفة الصناعة تتدخل

أما لجنة صناعة السراميك والأدوات الصحية في غرفة صناعة دمشق وريفها والتي تمثل أصحاب المصانع أكد رئيسها عبد الرزاق سحار أن طاقة هذه المعامل كلها لو أعيد تشغيلها بالكامل تكفي لسد احتياجات السوق المحلية بالكامل ومتطلبات عملية الاعمار والاستغناء عن الاستيراد مشيراً إلى أن هذه المصانع تؤكد أنه لن ترفع أسعار منتجاتها، مذكراً بزيارة رئيس مجلس الوزراء إلى مدينة عدرا الصناعية في بداية شهر تشرين الثاني من العام الماضي والتي اطلع خلالها على عدد من المعامل القائمة وعلى التكنولوجيا الحديثة المستخدمة فيها وشاهد توقف عدد من خطوط الانتاج فيها ووجه حينها وزيرا الصناعة والاقتصاد والتجارة الخارجية بالعمل إيجاد الحلول اللازمة لإعادة اقلاع هذه الخطوط والمعامل.

ولتحقيق هذه الغاية يؤكد رئيس اللجنة ضرورة العمل على إيقاف استيراد المنتجات المثيلة وذات المواصفات المتدنية من الدول العربية مع إمكانية السماح باستيراد المقاسات والأنواع التي لا تنتجها المصانع الوطنية، ولتمكين هذه الصناعة ودعمها أكثر وعدم توقف معاملها عن الإنتاج يوضح سحار أنه لابد مساعدة الدولة من خلال تخفيض أسعار المواد الأولية ورسومها المستجرة عن طريق المؤسسة العامة للجيولوجيا وأسعار حوامل الطاقة لتواكب انخفاض أسعار الصرف والعمل على توفير الغاز الطبيعي لهذه المعامل من خط الغاز العربي الذي يصل محطة دير علي في ريف دمشق وتجري دراسة إيصال هذا الخط إلى المشروع 66 حيث من الممكن لحظ إيصال فروع من هذا الخط إلى مواقع تجمع هذه الصناعات في منطقة الكسوة وعدرا بريف دمشق.

إيقاف الاستيراد أو التخفيف منه المطلب الأساسي للصناعيين والشركات المنتجة للسيراميك والغرانيت الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى توفير القطع الأجنبي.

محمود العيسى

المصدر: جريدة كفاح العمال الاشتراكي


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك