استهل الرفيق جمال القادري الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب - رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية، كلمته أمام مؤتمر العمل العربي الـ 48، بتقديم التهنئة للأخ فايز علي المطيري على تجديد ولايته كمدير عام لمنظمة العمل العربية، وتطرق القادري إلى التحديات والظروف المعقدة التي أرخت بظلالها الثقيلة على عالم العمل حيث ماتزال الآثار الكارثية لجائحة كورونا على اقتصاديات الدول وما سببته من إغلاقات وتسريح للعمال وتفشي البطالة والفقر وارتفاع للأسعار ماثلة أمامنا، مشيراً إلى أن التأثيرات السلبية للإرهاب الذي ضرب أكثر من مكان في وطننا العربي تعيق عملية التنمية وبيئة العمل الجاذبة للاستثمار.
وشدد القادري على حتمية العمل المشترك واطلاق حوار حقيقي بين اطراف العملية الانتاجية يتمخض عنه سياسات اقتصادية اجتماعية اصلاحية وبناء نماذج وخطط اقتصادية لتجاوز تلك الاثار الكارثية والتحديات الكبيرة وخاصة على طبقة العمال الذين كانوا اكثر تضررا منها، وتطرق القادري الى ضرورة مواجهة سياسات الحصار والاقصاء الجائرة والحرمان من التقانة المتطورة التي تمارسها بعض البلدان الغربية بحق الدول الرافضة لإملاءاتها والتي تشكل كابحا قويا لخطط التنمية ورفاه الشعوب اضافة للعمل على تجاوز مخلفات مايسمى بالربيع العربي ومجابهة سياسات الاحتلال الاسرائيلي العنصرية.
ونوه القادري إلى أهمية الموضوعات المدرجة في تقرير المدير العام كالاقتصاد الرقمي وقضايا التشغيل والذكاء الصنعي ورقمنة أنظمة الحماية الاجتماعية وحوكمتها في ضوء التقدم الكبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتغيرات الكبيرة في أنماط الحياة والنشاط الاقتصادي، مشدداً على ضرورة مواكبة ما يشهده العالم من تطورات هائلة في هذا المجال، مبيناً ضرورة اتباع سياسات تدريب وتأهيل متطورة وحديثة لإعداد العنصر البشري الكفؤ والفعال والقادر على التعامل مع منتجات التكنولوجيا الحديثة ومتطلبات الاقتصاد الرقمي، بما في ذلك إعادة النظر في سياسات التعليم في بلداننا العربية، في ظل تقديرات الخبراء بوجود 10 مجموعات من المهن الحالية مهددة بالزوال من سوق العمل في غضون عام 2035.
ودعا القادري المؤتمر إلى الطلب من الدول العربية لاتخاذ إجراءات رادعة وفعالة لفضح وتعرية صلف سلطات الاحتلال وممارساتها العنصرية وعدم الاكتفاء بالإدانة وعبارات التضامن المعتادة، بل ليس أقلها وقف التطبيع مع هذا الكيان الغاصب، كما دعا لإدانة سياسات الحصار والتقييد والعقوبات الجائرة التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية تجاه بعض الدول العربية (خارج مؤسسة مجلس الأمن والامم المتحدة) والتي تطال الشعوب المستهدفة في معيشتها وتقدمها وكل سبل الحياة فيها.
وختم القادري حديثه بتوجيه الشكر للأخوة في جمهورية مصر العربية قيادة وشعباً على احتضانها للمؤتمر وتوفير كل مستلزمات نجاحه، ولرئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد عمال مصر.
