استكمالاً للجولة التنظيمية النقابية المالية للمكتب التنفيذي للاتحاد العام على اتحادات المحافظات، التقى اليوم الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام مع الكوادر النقابية في محافظة اللاذقية بحضور أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام مارييت خوري وعبد القادر نحاس ومحمد خير كمال، ورئيس وأعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد عمال اللاذقية، ورؤساء وأعضاء مكاتب النقابات، ولجان الرقابة والتفتيش.
وأكد القادري خلال حديثه أن الجانب التنظيمي هو نقطة الانطلاق لنجاح العمل، داعياً لمراجعة أسلوب العمل التنظيمي ورصد الانحرافات وتصويبها قبل أن تستفحل ويصعب معالجتها، والتركيز على العمل بروح الفريق الواحد بحيث يمارس كل عضو دوره والمهام المطلوب منه تنفيذها، وفق اسس محددة وخطوات واضحة ومنظمة بعيدا عن الارتجال والفردية في العمل، وشدد على أهمية التقرب من عمال القطاع الخاص وتعريفهم بمزايا الانتماء للمظلة النقابية وضرورة خلق حالة من التنافس بين النقابات لتنسيب أكبر عدد منهم والاضاءة على انجازات كل نقابة في هذا المجال.
ودعا القادري الحكومة للإسراع بإصلاح الرواتب والأجور وإجراء مقاربة عقلانية تحاكي معدلات التضخم الهائلة وواقع الأسواق المنفلت من أي رقابة والارتفاعات الكبيرة في الأسعار، لافتاً إلى أن هناك بعض القرارات هي التي تقود للتضخم "عندما ترفع الأسعار بمعدلات تصل 150% و200 %" ، وأن التذرع برفع الأسعار لتغطية عجز الموازنة هو كلام لا يستقيم مع الواقع و الظروف الطارئة نتيجة تداعيات الحرب الظالمة التي فرضت على سورية و تداعيات الحصار و الاحتلالات الاجنبية الغاشمة و بالتالي من غير المنطقي ان لا يكون هناك عجز في الموازنة في ظل هكذا ظروف و داعياً لعقلنة السلوك الاقتصادي وترشيد القرارات، من خلال تعظيم الاشباع والمنفعة من الموارد المحدودة و تحصيل أقصى منفعة ممكنة منها، وبالتالي الواقع الاقتصادي يحتاج اليوم إلى مقاربة مختلفة ونحن ندرك حجم التحديات والحصار والإمكانيات والظروف القاسية ولكن ندرك أن العامل يجب أن يحصل اليوم على اجر يحاكي هذه الارتفاعات.
شدد القادري على اهمية دور لجان الرقابة والتفتيش وضرورة أن تقوم بدورها كما يجب أن يكون والحفاظ على استقلاليتها، كاشفاً عن منهاج لدورة تدريبية في كل اتحاد محافظة لتنفيذ دورة للجان الرقابة والتفتيش تتضمن أصول التفتيش والرقابة على أموال النقابة وتمنى ممارسة العمل بوحي من الضمير وبحرص شديد.
وبين القادري من خلال حديثه أن المشاركة في الانتخابات ضرورة ملحة وحالة وطنية متقدمة تعكس مدى وعي المواطن لواجباته والتزاماته بالخيارات الوطنية وتجسيداً حقيقيا للعمل الديمقراطي، وأن المرحلة الراهنة فترة مفصلية من تاريخ سورية وعلينا مهمة تحفيز جميع فئات الشعب للمشاركة الواسعة لاختيار الممثل المناسب من الكوادر الكفوءة القادرة على تحمل المسؤوليات انطلاقاً من المعايير والخيارات الوطنية.
وتطرق القادري للحديث عن النماذج المشرقة التي قام بها عمال سورية خلال السنوات الماضية من خلال اجتراح الحلول للمشاكل وتغلبهم على الحصار بالقيام بإصلاح وصناعة قطاع غيار للآلات لتأمين استمرار العمل بمفاصل مهمة جداً، لافتاً إلى ضرورة استبدال كلمة تكريم بكلمة تقدير لأن عند تكريم عامل على جهده وعمله فهو من يكرمنا وليس نحن، والتقدير هو للمستحق وللعامل المجد والمنتج.
