الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

الأخبار » منوعات

الصفحة السابقة »

"القوزلة".. طقوس احتفالات رأس السنة الشرقية

2020-01-14 08:16:10

إحدى العادات التقليدية في التراث الساحلي، فيها يقوم الناس بممارسة طقوس اجتماعية تدعو إلى الفرح والألفة والمحبة والتسامح بينهم، ويحييها أهل السهل والجبل في الساحل السوري.
يجتمع أهل بعض القرى حول النار إلى وقت متأخر في أجواء احتفالية، وتقوم النساء بطبخ أنواع محددة من الأكلات الشعبية، كـ"الكبّة والزليبة" بالإضافة إلى الفطائر والحلويات، وفي اليوم التالي 14 كانون الثاني يستيقظ أهل القرية في الصباح الباكر ويزورون مقبرة القرية، ويتلون الفاتحة وسوراً من القرآن الكريم، ثم ينزلون إلى القرية ليزوروا الذين لديهم وفيات حديثة ويعايدونهم، كما ينتقلون في زياراتهم من حارة إلى أخرى ويجتمعون فيها إلى أن تتم زيارة كل بيوت وحارات القرية.
يسود في "القوزلة" جوّاً من المحبة والألفة، وتقوية صلات الرحم والصداقة بين أهل القرية وعلاقاتهم الاجتماعية، فهم يتبادلون الأحاديث والطعام والفرح والحزن، ويعدّ هذا اليوم نافذة للتسامح والغفران، وصفاء القلوب بينهم، واجتماع القريب والبعيد منهم، حيث تكرّس هذه المناسبة مجموعة من القيم الإنسانية وتحييها.
وعن معنى وطقوس هذه المناسبة: "القوزلة" مناسبة وليست عيداً، وتصادف رأس السنة الشرقية وفق التقويم الميلادي الشرقي الذي يلي التقويم الميلادي الغربي، بفارق ثلاثة عشر يوماً، وهو رأس السنة عند السريان القدامى، أو السوريين "أكيتو"، وقد ورد ذكر لفظة "القلنداس" بأنه يوم مقدس قديم وينتصف أربعينية الشتاء.
و"القوزلة" من الفعل "قزل" فعل عربي أصيل يعني أشعل النار، ويعدّ إشعال النار طقساً مثيولوجياً قديماً يحمل معنى إيفاء النذور فيما يحمله من معانٍ متعددة، وهو يوم فرح صادق وعفويّ، وله بعد اجتماعي، ويربط بين الأجيال، ويشيع الدفء والحميمية بينهم.
كما أن ملخص طقوس الاحتفال: هي إشعال النار في أكوام الحطب والأغصان المكدسة لحظة غطسة الشمس الظاهرية في البحر، وارتداء ما أمكن من الأزياء الشعبية التقليدية (اللفحة، والبريم، والسروال) حتى لو استعارة، ويقوم الرجال والنساء بمعايدة بعضهم بعضاً في البيوت مبتدئين بالمشايخ والمخاتير، وكبار السن، وزيارة المقبرة ، وتكون المعايدة بجملة: "عيد مبارك عليك". ويكون الرد عليها بالقول: و"عليكم أبرك الأعياد". وتتم المصالحات بين المتخاصمين جميعاً، وتوزع الضيافات التقليدية (قضامة وملبس وسيوا ومربى وحلاوة).
يُذكر أن "القوزلة" من المناسبات الاجتماعية، وتحييها بعض قرى "اللاذقية"، منها: "باب جنّة"، و"دمسرخو"، و"مزرعة المعيصرة"، و"أوبين"، و"الحارة"، ورأس شمرا وحي الدعتور في اللاذقية وبعض قرى "جبلة" و"بانياس".


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك