الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

الأخبار » منوعات

الصفحة السابقة »

أشدّ فتكا وخطورة من الإيدز ..

2014-11-18 23:01:13

أشدّ فتكا وخطورة من الإيدز ..

فيروس " الايبولا " . . هل اقتحم كوكبنا  ؟

 الايبولا " فيروس فتاك ظهر في أول مرة في زائير  وأودى بحياة المئات من البشر ، ونشر الرعب والذعر في جميع عواصم العالم ، لأنه بدون علاج حتى الآن ، ولا يفرز الجسم الإنساني مضادات   دفاعية – شأن الأمراض المعروفة والمشخصة – للقضاء عليه . وقد شخّص وجود هذا الفيروس في زائير عام 1976 . لكن الأطباء والباحثين العلميين يعتقدون أنه ربما ، كان يظهر قبل ذلك ويؤدي بحياة العشرات ، ثم تكرر ظهوره في الأعوام 1990 و 1998 ، 2012 .
أما لماذا يعد هذا الفيروس أكثر خطورة وأشدّ فتكا من فيروس الإيدز فلأنه يقضي على الإنسان خلال أيام قليلة ، ولأنه ينتقل عن طريق السوائل والملامسة بين الناس . ومن الغريب أن التجارب الميدانية قد أكدت أن حملة هذا الفيروس هي فصائل من القردة . . وفي البرازيل وجد أن هناك نوعا من القردة يحمل فيروسا أشد فتكا من الفيروس الايبولا ، الأمر الذي دفع الدكتور برنارد أورنز ، أستاذ الأحياء المجهرية في مركز كورنيل الطبي بنيويورك ، الذي قاد فريق بحث طبي في أفريقيا وأمريكا اللاتينية إلى التساؤل : " هل هي ثورة الفيروسات على الإنسان . . أم تمرد القردة ، وإعلان الحرب على الإنسان في العصر الحديث ، بعد أن أصبح الإنسان هو سيد كوكب الأرض بلا منازع ؟ ! .." .
ومثل هذه الأسئلة باتت ، منذ ذلك الوقت ، تطرح نفسها على مختلف   الصعد والمستويات ، مؤرقة البشرية كلها .. للإجابة على هذه الأسئلة يتحدث الدكتور أورمز أولا عن ماهية الفيروسات وطبيعة تكوينها ، فهي كائنات مجهرية لا ترى إلاّ بالمكروسكوبات الإلكترونية ، حيث أن طول الموجة الضوئية في الميكروسكوبات الضوئية كبيرة ، فلا تمكن من أن يراها الإنسان على هذا النوع من الأجهزة البصرية . وكانت هناك تجارب حيوية لفصل الفيروسات أثبتت أن تلك الفيروسات هي عبارة عن مادة تجمع ما بين الجماد والحياة ، حيث إن الفيروس عندما يتحد مع الخلية الحيوانية ويصيبها فإنه يخدعها بمادته المشابهة لمادة الخلية ويجعلها تتصرف بما يتطلبه الفيروس ثم ينمو ويتكاثر ، ويترك الخلية محطمة ، ليبدأ دورته من جديد . وهنا يكون من الصعب على الجسم إفراز المضادات اللازمة بعد هذه المرحلة من الخداع الفيروسي للجسم . وعندما يكون الفيروس خطيرا مثل فيروس الايبولا فإنه يفتك بالجسم بلا هوادة . وهكذا تتعدد الفيروسات أنواعا وأشكالا  وتطورا . وعندما لا يصيب الفيروس الخلية ، يكون عبارة عن ماد متبلورة لا حياة فيها ، وتظل مستكينة حتى تأتي الظروف المناسبة من درجة حرارة ورطوبة وعائل مناسب ، فيبدأ في غزوه من جديد . وتتكرر موجات مهاجمة الفيروسات للإنسان سنويا . وخاصة في فصل الربيع والشتاء . ففي الشتاء تكون التفاعلات الحيوية للإنسان والحيوان أقل نشاطا من باقي فصول السنة ، وبالتالي فإن الفيروسات المقاومة للبرد ، مثل فيروسات الزكام والأنفلونزا ، تكون مهيأة لمهاجمة الإنسان عندما تتغير الظروف داخل الجسم سواء جراء استنشاق هواء ملوث بالفيروس أو انتقاله من دولة إلى أخرى بوسائل متعددة ومنها الانتقال البشري بين الدول .
أما في فصل الربيع فتنشط الفيروسات التي لا تعمل مادتها إلا في درجة حرارة معتدلة وتهاجم الإنسان والحيوان والنبات . وتأتي بعد ذلك في الخطورة الميكروبات والجراثيم وصفاتها صفات حيوية فقط ولا تتحول إلى بلورات مادية بل تظل في حالتها الحيوية . . وتهاجم الإنسان . . ولكن يقوم الجسم البشري بإفراز المواد المضادة لمحاربة هذه الأجسام الغريبة وهنا تكون فائدة المضادات الحيوية التي تساعد جهاز المناعة على القضاء على هذه الميكروبات الضارة بالإنسان . وفي السنوات السابقة اكتشف علماء الكون  والفضاء إن المادة الحية موجودة في الأحجار الكونية . وبقايا النيازك التي تسقط على الأرض ، حيث وجدت بعض الأحماض الأمينية في بعض منها والفيروسات إلا صورة من الصور للأحماض الأمينية المكونة من أنواع من البروتينات الحية .. هل ظروف الفضاء من جاذبية وضغط ودرجة حرارة على المذنبات أو الكواكب أو الكويكبات تسببت في تكوين الفيروسات في الفضاء ثم هبطت على الأرض أو مرت على الأرض بمسار مذنب مثل مذنب هالي أو سويفت – تاتل أو مذنب كوهوتيك . . ؟ !
ومن المعلوم أن الأرض تمرّ بمدار مذنب " سويفت تاتل " مرتين في السنة : مرّة في شهر آب        ( أغسطس ) ومرّة أخرى في شهر آذار ( مارس ) وفيها تكثر الشهب والنيزك حيث بقايا هذا المذنب والذي سيمر بمدار الأرض سنة 2126م . وهنا يأخذ علماء الكون والفضاء والفلك محاذير من احتمال اصطدامه مع الأرض .  إن كواكب المجموعة الشمسية الخارجة تكاد تكون ملوثة بالمادة الكربونية المكونة لغاز الميتان والنشادر وهذه الغازات حيوية حيث عنصر الكربون في غاز الميتان يشكل الحياة الكربونية على كوكب الأرض ، والاصطدامات الكونية من جراء اصطدام المذنبات أو الكويكبات بكوكب المريخ أو المشتري أو زحل ، وهروب بعض الأجزاء المتناثرة بسرعة أكبر من سرعة الهروب السطحي للكوكب كفيل بوصول هذه المكونات إلى الأرض عند مرورها لسبب ما بمسارات هذه الأجزاء حيث أن سرعة الهروب لأي كوكب السطحية = 2 ج نق ، حيث ( ج هي عجلة الجاذبية للكوكب ، و نق هي نصف قطر هذا الكوكب ) . لكن لماذا تظهر هذه الفيروسات قرب خط   الاستواء .. ؟  
إن خط الاستواء وما حوله من المناطق الحارة طوال العام وتكثر فيها الرطوبة وعلى ذلك فهي بيئة ملائمة للتكاثر الحيوي . وهنا تجد الميكروبات والطفيليات والفيروسات بيئة مناسبة لدورة حياتها  .  وعلى ذلك فإنسان الشمال يقع عليه العبء الأكبر في مكافحة هذه الأمراض والقضاء عليها في هذه المناطق الاستوائية والدول الفقيرة لأن العالم أصبح قرية صغيرة بعد أن قضت الطائرات ووسائل المواصلات على المسافات بين الدول . . وأصبحت الإصابة بالأمراض أو انتشار الأوبئة يحدث بأسرع مما يتصور الإنسان ودراسة أي موضوع خاص بالإنسان يهم جميع العلماء كل في تخصصه . . فربما ما نراه بين أيدينا وتحت أقدامنا إنما مصدره داخل المجرات وبين النجوم .
إن الأمراض الاستوائية المتسببة عن طفيليات أو حشرات أو بكتريا أو فيروسات تتميز بخصائص واضحة وهي أنها تكون صعبة في المعالجة لأن طبيعة وجود الكائنات الحية في المنطقة الاستوائية متأثرة بعوامل بيئية خاصة كما أسلفنا وهناك تأثير مهم وهو أن عجلة الجاذبية الأرضية أقل من مثيلتها كلما بعدنا عن خط الاستواء وذلك لبعد سطح الأرض النسبي عن مركز الأرض . وأن عجلة الجاذبية الأرضية لها تأثير على نمو الكائنات الحية سواء نباتية أم حيوانية بالإضافة درجة الحرارة المرتفعة في هذه المناطق من العالم ، وقد تمت تجارب في الفضاء في مناطق انعدام الوزن على سلوك الكائنات الحية ونموها بعيدا عن الجاذبية الأرضية وكانت نتائجها بأن النمو الحيواني والنباتي يتأثر فعلا بالجاذبية ، وهذا من بين خصائص بعض القبائل الاستوائية بالطول  الفارع .

د . محمد درويش


 


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك