دور الأسرة في تعزيز المواطنة

تعد الأسرة البيئة الأولى لتنشئة الطفل والمحطة الأولى التي يتزود خلالها الطفل أهم الأسس التربوية وهي النواة التي ينبثق منها صلاح أو اعوجاج سلوك وشخصية الطفل كما تعتبر الأسرة المؤسسة الاجتماعية المعنية بالتماسك الاجتماعي لأنها مصدر تكوين الشخصية والانتماء والهوية الوطنية والقومية والانسانية والمثل الحسن في تكوين الشخصية التي تتكيف مع مجتمعها.
مسؤولية الأسرة:
من أهم مسؤوليات الأسرة إعداد الفرد إعدادا سليما نفسيا وجسميا واجتماعيا وعاطفيا لأنها المغذية بالأسس السليمة للحياة والعمل في المجتمع والأسرة هي التي تكون أبناءها بالمهارات والمواقف التي يحتاجونها وتحدد بشكل دقيق الثقافة المجتمعية لهم.
ومن هنا يجب على الأسرة الوفاء بحاجات الطفل ومتطلباته من الرعاية القائمة على الحب والتعاطف والأمن النفسي والاجتماعي وغرس الموروثات والقيم الروحية والحضارية ولاسيما الوطنية في وجدانه بالصورة التي تؤهله ليكون شابا راشدا ناضجا قادرا على تحمل المسؤولية وتكون واجباته المستقبلية خالية من الشوائب والانحرافات والتبعات السلبية وهنا يشب الطفل على الصلاح والخير ومحبة الوطن ومن حوله وتكبر لديه هوية الانتماء في بيئته الأوسع وبمجتمعه ووطنه من خلال الترابط بين ما اكتسبه من أسرته ومن مكونات المجتمع المرتبطة بالوطن وحب الوطن.
ومع ان التربويين ينصحون بعدم تنشئة الطفل تنشئة (التغذية بالملعقة) في كل جوانب حياته ويؤكدون على ترك المجال الكافي للطفل لإبراز كوامن الابداع ومعطيات الفطرة السليمة في شخصيته فإن بعض المجتمعات الشرقية يطغى عليها ذلك التوجه الآنف الذكر وهذا النمط التربوي لا يساعد الطفل على الانطلاق في التكيف بين كوامنه ونزعاته الفطرية وبين خصائص مجتمعه. ولقد وجهنا الإمام علي كرم الله وجهه بقوله: (لا ترغموا أبناءكم على عاداتكم فإنهم مخلوقون لزمن غير زمانكم).
هذا ما يحتم علينا ان يكون التوجه سليما لتزويد المجتمع بمواطنين صالحين يقومون بدورهم الكامل لأنفسهم ولوطنهم والتفاعل مع ما يحتويه وجدان الأمة وبذلك يمضي الفرد في رقيه وتكون الأسرة بذلك قد قامت بدورها في تشكيل بنية اجتماعية متكاملة ومتجانسة أهم ما يميزها المواطنة الصالحة.
*حنان عبد الرزاق
‏11‏/11‏/2014