بيسان

مدينة عربية فلسطينية ليست من أقدم مدن فلسطين فحسب بل من أقدم مدن العالم القديم وأعرقها تاريخا وطوال تاريخها القديم تم احتلالها من قبل شعوب كثيرة.
يتمثل موقعها القديم في الخرائب القديمة التي تشتمل عليها بعض التلال المحيطة بها ففي الجهة الشمالية من بيسان يوجد تل الحصن وتل المصطبة ويحيط بالمدينة تل الجسر وتل بصول وتل الزهرة وتضم هذه الخرائب على بقايا الأبنية السكنية والمقابر وأماكن العبادة والمسارح والميادين والأسوار.
نشأت بيسان فوق موقعها الحديث نسبيا في أوائل القرن التاسع عشر وتؤكد المكتشفات الأثرية الحديثة ان نشأة بيسان تعود إلى العصر الحجري النحاسي أي حوالي 4500 سنة ق.م وقد استعمل سكانها الحجر والطوب في البناء.
في أواخر سنة 13هـ 134م فتحها القائد عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة وقد بقيت لبيسان شهرة خاصة في تاريخ المسلمين بسبب وجود قبر الصحابي أبي عبيدة ابن الجراح وقد حررها صلاح الدين من أنياب الفرنجة 583هـ 1187م بعد معركة حطين ثم كان غزو المغول الذين هزموا في مكان قريب من بيسان عين جالوت سنة 658هـ 1260م.
تطورت بيسان بعد ان مد خط سكة حديد حيفا – درعا عام 1905 وبدأت المدينة تزدهر في عهد الانتداب البريطاني لأهمية موقعها وتجلى ذلك في ازدياد سكانها من 1914 نسمة عام 1922 منهم 41 يهوديا فقط إلى 2101 نسمة والى 5180 نسمة منهم 20 يهوديا فقط عام 1945.
وكان يوم 12/5/1948 يوما أسود في حياة بيسان عندما استولى عليها الصهاينة وطردوا سكانها العرب من ديارهم التي استمروا في سكناها حوالي 9000 سنة فقد قام الصهاينة بتدميرها كاملا وأعيد بناء المدينة بعد ان غيرت معالمها الأثرية والتاريخية ووضعت مئات العائلات من المهاجرين الصهاينة فيها.
كانت بيسان مدينة زراعية لوقوعها في قلب سهل بيسان حيث تتوافر المياه وخصبة التربة وأهم المحاصيل الزراعية فيها الحنطة والشعير والعدس والفول والحمص والسمسم والزيتون والبطيخ والعنب.
أما الوظيفة التجارية فقد شجع الموقع الجغرافي لها على ممارسة التجارة وزاد في أهمية الوظيفة التجارية انشاء محطة السكة الحديدية.
ومن حيث الوظيفة الصناعية فقد اقتصرت على الصناعات التقليدية الخفيفة منتجات الألبان وطحن الحبوب وعصر الزيتون والتمر والحصير إلى صناعة النسيج والبلاستيك والمعدات والآلات الكهربائية.
ومن أشهر رجالات بيسان: رجاء بن حيوة أحد فقهاء الدولة الأموية والذي أشرف على بناء الحرم الابراهيمي وقد استطاع أن يقنع سليمان بجعل الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز.
وكان لابن بيسان البار دوره البارز في توجيه ادارة وسياسة الخلافة الاسلامية.
*إعداد: موسى الخطيب