“بيوم الشهيد كزدورة وعيد” مبادرة لأطفال ذوي الشهداء
تأتي مبادرة بيوم الشهيد كزدورة وعيد كترجمة حقيقية للأهداف التي يسعى إليها برنامج إكليل الغار الذي أطلقته الأمانة السورية للتنمية مع بداية العام الدراسي الحالي مستهدفة من خلاله طلبة الجامعات السورية لإتاحة المجال أمامهم لإثبات قدرتهم على التواصل الفعال مع مختلف الشرائح الاجتماعية وإطلاق مبادرات مجتمعية هادفة يشرفون عليها كما هو الحال في المبادرة الحالية الموجهة لفئات الأطفال من عمر 8 وحتى 12 سنة وتتضمن جولات تعريفية لعدد من المواقع الأثرية والثقافية في المحافظة.
في هذا الإطار ذكرت نورا سعيد منسقة الشراكات في الأمانة السورية للتنمية في حديث لنشرة سانا الشبابية أن هذه هي المبادرة الثانية من نوعها لطلاب برنامج اكليل الغار بعد مبادرة سابقة قام خلالها ذوو الشهداء منهم بتكريم ذوي الجرحى في خطوة لافتة لخلق نوع من التلاحم والتضامن الاجتماعي بين طلاب البرنامج لتأتي المبادرة الحالية التي ينظمها أربعون طالبا وطالبة ممن سعوا إلى اختيار أنشطة وأماكن تحمل رمزية تراثية و تاريخية و ثقافية بينها المتحف الوطني ومعهد العجان الموسيقي بالإضافة إلى فعالية مغامرة مسار الاستكشافية.
وأشارت إلى “أن المبادرة تتوجه إلى الأطفال عبر نشاطات تثقيفية تعرفهم بتاريخ مدينتهم العريقة ومحطات من سيرتها الثقافية و الفنية بالإضافة إلى البعد الترفيهي في هذه الفعاليات بهدف التخفيف من الضغط النفسي الذي يعيشه أطفال سورية جراء الأزمة الراهنة”.
وأضافت سعيد.. لا يقوم برنامج إكليل الغار على الدعم المادي الصرف للشباب لأن الأمانة السورية للتنمية وضعت له رؤية أبعد من ذلك من خلال بناء قدرات هؤلاء الشباب وجعلهم قدوة حقيقية لغيرهم من الطلاب عبر تمكينهم اجتماعيا لينهضوا بأعمال تطوعية من وحي المحيط الذي يعيشون فيه لسد حاجات المجتمع وتطلعاته المختلفة و هو ما يشعرهم بعمق انتمائهم لوطنهم و بأنهم جزء حقيقي وفاعل في بنائه.
بدوره أوضح عيسى أزرون منسق دعم عمليات في الأمانة أن القائمين على البرنامج يحاولون بناء علاقة قوية تقوم على الثقة بينهم وبين الطلاب باعتماد طرق بعيدة عن التلقين تفسح أمامهم المجال ليعيشوا تفاصيل حياتهم ويخلقوا نمطا يناسب ميولهم وآراءهم مشيرا إلى ضرورة مساعدتهم ليكتشفوا قدراتهم الذاتية مع دعمهم باستمرار لتمتين علاقتهم وروابطهم بمجتمعهم المحيط من خلال تلك المبادرات التي تحمسوا لها بشكل منقطع النظير.
وقد اتخذت المبادرة مسارين للعمل أحدهما مخصص للطلاب والآخر لإخوتهم من الأطفال حيث أكد عيسى أن الطلاب قد تعاونوا بشكل كبير مع مشرفي الأمانة السورية للتنمية لإنجاز كل التفاصيل المطلوبة لإنجاح المبادرة التي انتهت بمعرض صغير للوحات الأطفال عبروا خلالها عن انطباعاتهم التي حملوها في هذا اليوم.
من ناحيتها تحدثت الطالبة بثينة جوني عضو في المبادرة عن أهمية تنظيم مثل هذه المبادرات الموجهة للأطفال من ذوي الشهداء و الذين يحتاجون كل رعاية واهتمام ما يسهم في اكتشاف مواهبهم والترفيه عنهم وتعريفهم بكل ما يخص سورية وتراثها وحضارتها.
الأمر نفسه أكد عليه زين العابدين علي الذي أشار إلى تطور أداء طلاب البرنامج في تنظيم المبادرات موضحا أنه في المبادرة الأولى كنا مرتبكين بعض الشيء لكن هذه المرة تميزنا بتنظيم ملحوظ عائد لاكتسابنا بعض الخبرة في أمور التنسيق وتوزيع المهام دون نسيان الدور الكبير الذي لعبه مشرفو الأمانة السورية لمساعدتنا وتأمين كل ما تحتاجه مبادراتنا للنجاح.
يذكر أن برنامج اكليل الغار يعمل على تقديم منح دراسية لذوي شهداء وجرحى الجيش العربي السوري ويركز أيضا على التمكين الاجتماعي والثقافي للطلاب من خلال ورشات عمل ودورات تدريبية مجانية تحمل عناوين مختلفة كالتطوع والعمل المجتمعي والتواصل الفعال.