الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

الأخبار » الشباب

الصفحة السابقة »

مقامات الحريري.. قصص من حياة الناس بأسلوب أدبي ساحر

2015-02-18 13:40:46

 عرف الأدب في مطلع القرن الخامس الهجري فنا جديدا ابتكره بديع الزمان الهمذاني أطلق عليه فن المقامات حيث لاقى هذا الأدب قبولا بين أوساط العلماء والأدباء إلى أن جاء الحريري بمعجزته التي أبهرت متذوقي الأدب وبلاغته.

ويعرف كتاب من مقامات الحريري الذي اختاره وقدمه الدكتور محمود الحسن المقامة على أنها في أصل اللغة اسم للمجلس والجماعة من الناس ثم أطلق هذا اللفظ على الأحدوثة من الكلام أما المقامات فهي أقاصيص قصيرة تحكي مغامرات أديب يحتال بفصاحته الأدبية وبراعته الأسلوبية متنقلا بين البلدان ليحصل على معونات الناس .

وفي الكتاب يجمع العلماء على أن بديع الزمان الهمذاني مبتكر فن المقامات إلا أن الحريري أشار في مقدمة مقاماته إلى تأثره بالهمذاني منوها بفضله في هذا الفن إلا أنه عاد في المقامة السابعة والأربعين فادعى لنفسه التفوق عليه على لسان بطله السروجي فقال ..

إن يكن الاسكندري قبلي .. فالطل قد يبدو أمام الوبل

والفضل للوابل لا للطل.

وأجمع أغلب العلماء كما أورد الحسن على أن الحريري بلغ بهذا الفن ذروة شاهقة لا تدرك ووصل إلى مرتبة عالية فاقت قدرة الأوائل كما قصرت عنها همم الأواخر لافتا إلى أنه جاء بعد الحريري من تصدى لعمل المقامات كالسرقسطي والزمخشري والسيوطي وجميع هؤلاء حاكوا مقامات الحريري دون مقامات الهمذاني.

وأشار الحسن إلى أن المقامات انتقلت عبر الاندلس إلى اوروبا حيث تأثر بها الاوروبيون ولاسيما الأدب الإسباني فنشأ على غرارها في منتصف القرن السادس عشر لون من الفن القصصي يصف حياة المتشردين والمتسولين .

وذكر الحسن أن الحريري تظهر شخصيته وصفاته النفسية والعقلية والخلقية في كتاب المقامات فمن يقرأ المقامات يشعر أن مؤلفها غزير العلم متعمق في دقائق الامور وغوامض الأشياء ويحس أنه أمام إنسان واثق بنفسه وعلمه .

وبين الحسن القيمة التاريخية لها عبر استشهاده بقول الحريري ” فأنشأت خمسين مقامة تحتوي على جد القول وهزله ورقيق اللفظ وجزله وغرر البيان ودرره وملح الأدب ونوادره إلى ماوشحتها به من الآيات ومحاسن الكنايات ورصعته فيها من الأمثال العربية واللطائف الأدبية والأحاجي النحوية والفتاوى اللغوية والرسائل المبتكرة والخطب المحبرة والمواعظ المبكية والأضاحيك الملهية مما أمليت جميعه على لسان ابي زيد السروجي وأسندت روايته إلى الحارث بن همام البصري”.

والحريري هو ابو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري ولد ونشأ في قرية المشان بالبصرة سنة 446 للهجرة وتوفي سنة 516 كان في غاية الذكاء والفطنة واتصل بأكابر علماء عصره وأخذ عنهم الفقه والحديث واللغة والأدب بلغ مرتبة رفيعة من مراتب العلم والبلاغة وأمضى حياته في أندية العلم ومجالس الأدب يحصد الثناء والإعجاب بما يبتدعه من الشعر والأدب ومايمليه من دقائق العلم وعجائب الاستنباط.

يذكر أن الكتاب صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 143 صفحة من القطع المتوسط.

sana.h


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك