الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

الأخبار » الشباب

الصفحة السابقة »

تسويق الأفكار”منهج علمي لتوجيه عقول الشباب

2015-02-18 13:37:00

  

بالنظر إلى واقع الشباب العربي اليوم تنبثق إلى الضوء مجموعة من المفاهيم الجديدة التي يتم تسويقها في العديد من المجتمعات على مختلف مستويات الفكر و الحياة فمنها ما يكون إيجابيا ومشروعا و منها ما هو عكس ذلك تماما إذ تتدخل ايديولوجيات مختلفة في عملية التسويق هذه ما يتطلب الوعي بالآلية التي يتم عبرها الترويج لجملة الأفكار التي تطغى على عقول الشباب تحديدا لتقود في مرحلة لاحقة سلوكياتهم و مواقفهم نحو الوجهة المرسومة لهم باحترافية عالية و وفق منهجيات موضوعة مسبقا و مدروسة من قبل خبراء و اختصاصيين في هذا المجال.

وحول هذا الموضوع قال الباحث التسويقي فراس العبود لنشرة سانا الشبابية أن تسويق الأفكار يندرج في إطار علم التسويق العام فالفكرة تسوق كما السلعة والخدمة مشيرا إلى أن عملية تسويق الأفكار هي عملية تبادل منافع بأسلوب علمي لتحقيق الرغبات وإشباع الحاجات.

وأضاف العبود أن عملية التسويق هذه تقوم على مبدأ بسيط فعندما يتم العمل على تسويق فكرة معينة من خلال نشاط موجه لإشباع إحدى الحاجات أو الرغبات الإنسانية ويوافق الطرف المقابل على تبني الفكرة و أخذها مقابل تفاعله معها يكون قد تم التسويق لهذه الفكرة.

ويمكن تعريف تسويق الأفكار حسب الباحث بأنه استثمار حاجات الناس لإقناعهم بتبني فكرة لها آثار عملية يبذلون جهدا معينا من أجل نشرها أو تنفيذها لافتا إلى أن تسويق الأفكار يتضمن أيضا الإحاطة بجميع العوامل المؤثرة في نقل الأفكار وتكوينها وهذا يساعد على معرفة الكيفية التي تقاد بها العقول و كيف يتم التلاعب بها.

وهناك مستويات لتسويق الأفكار حسب العبود منها الأفكار الفطرية كفكرة البكاء عند طلب الطعام مثلا أو استجرار العواطف من المحيط أو ما يتصل بأفكار الخير والشر و منها ما يعرف الأفكار المكتسبة و هي التي يكبر عليها الشخص وتساهم في تكوين مستقبله وتحديده وهي أفكار تتسرب لشخصيتنا عبر تدخل الآخرين في شؤوننا الخاصة كتحديد دراسة المستقبل أو تحديد نوع الأصدقاء أو البيئة المثلى للحياة مشيرا إلى أنه ليس من موعد عمري محدد لتسويق هذه الأفكار فقد تتسرب إلى البعض في سنوات المراهقة و قد يتشربها البعض الآخر في مرحلة الجامعة أو مابعدها.

ويتم تسويق الأفكار كما ذكر العبود بناء على حجم الفكرة وكيفية صناعتها والهدف التي تسعى الجهة لتحقيقه من عملية التسويق هذه إذ يمكن تسويق الأفكار عبر الاتصال بين طرفين أو أكثر وقيامهم بتبادل معلومات وأفكار من خلال تأثرهم بالبيئة المحيطة التي يعيشون فيها.

وتتعدد وسائل و سبل التسويق فمنها ما يعتمد على الإقناع والذي شرحه الباحث بأنه محاولة الالتفاف على بعض المواقف والأفكار بهدف تغييرها بحسب مقتضيات المصلحة المبتغاة من خلال استخدام وسائل أكثر تأثيرا على المتلقي للفكرة وكذلك عبر غسيل الدماغ و الذي يعتبر مرحلة اشد جدية يتم خلالها نشر أفكار معاكسة لرغبة المتلقي كليا بحيث يقبل بأمر كان يرفضه سابقا أو يتبنى حاجات جديدة لا تتوافق مع رغباته.

أما برمجة العقول فتتم كما بين العبود بآليات وأساليب تبرمج العقل الواعي أو الباطن بالاعتماد على اللغة سواء المنطوقة أو الصامتة من أجل تشكيل الخريطة الذهنية التي يستجيب لها صاحبها بغض النظر عن الحقيقة الواقعية.

وأورد الباحث أمثلة لتسويق الأفكار منها نشر فكرة الإحباط في المجتمعات النامية حيث من الملاحظ أن الأغلبية من الشرائح الشابة تميل إلى العمل في شركات الآخرين مقتنعين بعدم قدرتهم على إقامة مشروع خاص بهم بسبب أفكار تشربوها منذ التنشئة الأولى و تقوم على التبعية للآخر.

وفي الإطار ذاته أشار العبود إلى أن حملة عيشها غير تقوم بتسويق فكرة الإنجاز والتفاؤل والأمل للشعب السوري هي تعكس نوعا من المسؤولية الاجتماعية التي تنهض بها مؤسسات الدولة تجاه المجتمع السوري .

واعتبر أن الأزمة التي تمر بها سورية تجعل تسويق الأفكار مقدما على تسويق السلع والخدمات ففي الأزمات تعيش الأفكار في حالة من التشويش لذا لا بد من تسويق الأفكار الخيرة والأشخاص الناجحين حتى تتمكن النماذج الإيجابية من منافسة النماذج والأفكار السلبية.

يشار إلى أن الشاب فراس العبود من مواليد عام 1985 وهو باحث تسويقي حاصل على ماجستير تسويقي من جامعة دمشق وعلى البورد الامريكي “جي تي بي” للتسويق من الولايات المتحدة الأمريكية.

sana.h


مشاركة :
طباعة

أُترك تعليقك