أعلن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أن الهجوم الإرهابي الذي نفذه مسلحان اليوم على متحف في العاصمة أدى إلى مقتل /19/ شخصا بينهم /17/ سائحا أجنبيا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الصيد قوله في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الرسمي مباشرة إن “الحصيلة النهائية الآن تفيد بأن الهجوم أسفر عن سقوط 19 قتيلا وهم 17 سائحا أجنبيا وتونسيان هما سائق حافلة وشرطي”.
وأوضح الصيد أن السياح الأجانب القتلى هم “اربعة إيطاليين وفرنسي وكولومبيان وخمسة يابانيين وبولندي واسترالي واسبانية” من دون أن يوضح جنسية القتيلين الباقيين.
وفي وقت سابق اليوم أشار رئيس الوزراء التونسي إلى أن الهدف الأساسي للعملية في متحف باردو كان استهداف السياحة التونسية والقطاع الاقتصادي بصفة عامة داعياً التونسيين إلى أن يكونوا صفا واحدا للدفاع عن بلادهم التي تمر بأزمة حساسة وكل الأحزاب والمجتمع الأهلي إلى تحمل مسؤولياتهم في الصمود في الحرب ضد الإرهاب.
وحول تفاصيل العملية قال الصيد إن إرهابيين من أصل خمسة لم يتم التعرف على هويتهم يرتدون لباسا عسكريا دخلوا إلى سياج متحف باردو وشرعا بإطلاق النار عشوائيا على السياح الذين فروا نحو المتحف ليلاحقهم الإرهابيين هناك.
واعتبر الصيد أن “هناك من لا يعجبه استقرار تونس ونجاحه في الانتقال السياسي ويحاول استغلال كل الفرص للإساءة إلى تونس” لافتا إلى أنه تم في الفترة الأخيرة قتل نحو 400 إرهابي وتم اكتشاف مخازن السلاح.
وكانت حصيلة سابقة للهجوم الارهابي صادرة عن المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية محمد على العروى أشارت إلى سقوط 22 قتيلا و42 جريحا.
ونقلت وكالة (تونس افريقيا) للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي قوله: إن الحصيلة غير النهائية لقتلى الهجوم الإرهابي هم تونسيان من القوات الخاصة و20 سائحا ينتمون إلى جنسيات بولونية وايطالية وألمانية واسبانية وبلجيكية ويابانية وفرنسية وروسية كما قتل إرهابيان اثنان من المجموعة التي قامت بالعملية الارهابية في حين إن الجرحى هم 36 سائحا و6 تونسيين.
إلى ذلك تعهد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بمقاومة الإرهاب بلا شفقة ولا رحمة.
وقال قائد السبسي في خطاب توجه به الى التونسيين عبر التلفزيون الرسمي: إننا “في حرب مع الإرهاب وإن هذه الاقليات الوحشية لا تخيفنا وسنقاومها إلى آخر رمق بلا شفقة وبلا رحمة” مؤكدا ثقته بالانتصار على التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها.
وفي السياق قال وزير الخارجية التونسي طيب البكوش اليوم في باريس إن عدم الاستقرار وغياب الدولة في ليبيا يوفر تربة خصبة للإرهاب داعيا المجتمع الدولي للتحرك للتوصل إلى حكومة وحدة في ليبيا.
وأضاف البكوش: “نحن ندعم أي تحرك يهدف إلى التوصل إلى حل في ليبيا من اجل ان تكون هناك حكومة واحدة قادرة على السيطرة على أراضيها” مشددا على أن هذه هي الوسيلة الوحيدة للتصدي للإرهاب.
إدانات دولية للهجوم الإرهابي الذي استهدف المتحف الوطني في تونس
من جهته أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الهجوم الإرهابي على المتحف الوطني في منطقة باردو في العاصمة التونسية.
وأفاد موقع روسيا اليوم الالكتروني بأن الرئيس بوتين وجه برقية تعزية إلى نظيره التونسي قائد السبسي قال فيها نحن “ندين بشدة الإرهاب بأشكاله كافة وندعم الجهود الكثيفة التي تبذلها السلطات التونسية لمواجهة هذا الخطر” مشيرا إلى أن هذه الجريمة الهمجية لا يمكن أن تكون لها أي مبررات.
من جهته ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ “الاعتداء الدامي” على المتحف الوطني بتونس معبرا عن تضامنه مع تونس.
وقال فرحان حق المتحدث المساعد للأمم المتحدة إن “كي مون يدين بأشد العبارات هذا الهجوم” ويوجه أصدق تعازيه إلى أسر ضحايا هذا العمل المؤسف.
وفي السياق ندد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشدة بالهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف باردو التونسي.
ونوه كيري في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية بـ “الرد السريع للسلطات التونسية على العنف المجاني”.
من جانبها حملت المفوضة الأوروبية العليا للسياسة الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني تنظيم “داعش” الإرهابي مسؤولية الهجوم على المتحف الوطني في تونس.
وأكدت موغريني في بيان لها اليوم أن استهداف تنظيم “داعش” الإرهابي لدول وشعوب منطقة البحر المتوسط يعزز تصميم الاتحاد الأوروبي على التعاون بقوة أكبر مع شركائه للتصدي للتهديدات الإرهابية لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي مصمم على حشد كل الأدوات لديه لدعم تونس بصورة كاملة في المعركة ضد الإرهاب وإصلاح قطاع الأمن.
,أدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم الاعتداء الإرهابي.
وقالت أفخم في تصريح لها اليوم إن “إيران كانت حذرت دوما من مخاطر ظاهرة الإرهاب اللإنسانية وانتشارها” معربة في نفس الوقت عن أملها من أن تتمکن الحكومة التونسية الجديدة من تحقيق الاستقرار والأمن في تونس.
مجلس الأمن: ضرورة تقديم منفذي هذه الأعمال الإرهابية التي لا توصف ومموليها إلى العدالة
بدوره أدان مجلس الأمن الدولي بالإجماع اليوم الهجوم الإرهابي في متحف باردو .
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الدول ال15 بالمجلس قولها في بيان صدر بالإجماع إنها “تقدم أحر التعازي إلى عائلات ضحايا هذا العمل الشنيع وإلى الحكومة التونسية وبقية الحكومات التي قتل رعايا لها في هذا الاعتداء”.
وشدد البيان على ضرورة تقديم “منفذي هذه الأعمال الإرهابية التي لا توصف ومموليها إلى العدالة” مطالبا “جميع الدول بالتعاون الحثيث” مع السلطات التونسية تحقيقا لهذه الغاية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ندد في وقت سابق بأشد عبارات الإدانة الهجوم معربا عن تضامنه مع تونس.
المصدر سانا 2015/3/19