لاريجاني وظريف: الصهيونية والإرهابيون وجهان لعملة واحدة
دعا رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني برلمانات البلدان الإسلامية إلى التنديد بصوت عال بالعدوان الإرهابي الذي شنه الكيان الصهيوني الغادر على سورية في القنيطرة مؤكدا أن هذا العدوان مؤشر على أن الصهيونية والإرهاب وجهان لعملة واحدة.
وشدد لاريجاني خلال كلمة ألقاها اليوم أمام أعمال الدورة العاشرة لموءتمر اتحاد برلمانات الدول الاسلامية في اسطنبول ونقلته وسائل الاعلام الايرانية على ان الدول الغربية ضالعة في إيجاد وتأسيس التنظيمات الارهابية في المنطقة واستخدامها كأداة لتحقيق مصالحها موضحا ان الدول الغربية متورطة بالازمات التي تواجه العالم الاسلامي كانتشار الارهاب الذي تعاني منه الدول الاسلامية حيث أن “إيجاد الازمات المصطنعة يتم بهدف استنزاف طاقات البلدان الاسلامية لصرف المسلمين عن متابعة تطلعاتهم واهدافهم”.
وقال لاريجاني “إنه على الرغم من الشعارات الطنانة في مكافحة الارهاب والحروب التي اثاروها في العقود الاخيرة تحت هذا الشعار في افغانستان والعراق واليوم في سورية نرى بأن الارهاب قد تنامى وتوسع نطاقه في جغرافيا بلدان المنطقة حيث قتل الالاف من المسلمين الابرياء في هذه الدول على يد الجيوش الغربية أو المجموعات الارهابية التكفيرية المدعومة من أجهزة الاستخبارات الغربية”.
وأضاف “إن الغرب يجب ألا يقدم نفسه على انه مناد بالسلام وتقديم المسلمين على أنهم طلاب حرب لأن أكبر الحروب العالمية التي اندلعت حتى الآن وقعت في أوروبا وبين الأوروبيين أنفسهم وكان المسلمون من ضحايا تلك الحروب” محذرا من مؤامرات الغرب في اثارة النعرات الطائفية والمذهبية معتبرا هذه المؤامرات والمخططات بمثابة “اللعب بالنار ولا سيما أن العالم الإسلامي يدعو إلى السلام والامن”.
وندد لاريجاني بالاساءة لشخصية النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وقال.. إن “الذين يريدون القيام بهذا العمل الشيطاني عليهم أن يعلموا بأن أي مسلم لا يمكن ان يحتمل ذلك وليعلم الجميع ان النبي الاعظم هو خط احمر بالنسبة لجميع المسلمين”.
وكان لاريجاني أكد في وقت سابق أن الممارسات الارهابية التي ينتهجها كيان الاحتلال الصهيوني تسببت في تعرض دول المنطقة للمزيد من الاخطار وخاصة في سورية والعراق وبات واضحا للغاية ضلوع هذا الكيان الارهابي في الاوضاع التي تشهدها بلدان المنطقة.
وفي هذا الإطار أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن العدوان الإسرائيلي الغادر على مزارع الأمل بالقنيطرة هو مؤشر آخر على التناغم والتعاون بين الكيان الصهيوني الغاصب والارهابيين التكفيريين في سورية.
وشدد ظريف خلال لقائه اليوم في طهران أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين /القيادة العامة/ على أن انتصارات جبهة المقاومة “أدت لابطال وهم أن الكيان الصهيوني لا يقهر”.1
وأشار ظريف إلى دعم إيران الدائم قيادة ورئاسة وشعبا للقضية الفلسطينية في مواجهة كيان الاحتلال الصهيوني باعتبار ذلك احد السياسات العامة للدولة.
بدوره ندد جبريل بالعدوان الارهابي الصهيوني على القنيطرة موضحا أن تجربة انتصارات المقاومة أظهرت أن السبيل الوحيد لاقرار حقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة يكمن في الصمود والمقاومة.
ونوه جبريل بالدعم الدائم الذي تقدمه ايران لمقاومة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
يذكر أن مروحية تابعة لكيان الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الأحد الماضي صاروخين من داخل الاراضي المحتلة باتجاه مزارع الامل في القنيطرة في إطار دعم التنظيمات الارهابية المسلحة ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة طفل بجروح بليغة.
على الغرب البحث عن أسباب انضمام مواطنيه إلى تنظيم داعش
من جهة أخرى أكد ظريف أن عددا كبيرا من مواطني الدول الغربية انضموا إلى التنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية والعراق.
وقال ظريف في تصريحات له لدى عودته من أفغانستان اليوم “إن الإحصائيات تشير إلى أن ما بين 20 إلى 50 بالمئة من الإرهابيين الذين يقومون بأعمال القتل والإجرام في سورية والعراق هم من مواطني الدول الأوروبية” مطالبا المسؤولين الغربيين بالبحث والتساؤل عن جذور وأسباب انضمام مواطنيهم إلى تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية في هذين البلدين.
وأوضح ظريف أن توجيه الإهانة للقيم العليا نموذج بارز للتطرف وأي شخص يؤمن بحرية الفكر والتعبير لايستغلها لإهانة مقدسات الآخرين.
وحول العلاقات الإيرانية الأفغانية أشار ظريف إلى أن الحكومة الإيرانية تولي اهتماما للعلاقات مع دول الجوار بما فيها أفغانستان معتبرا أن تواجد القوات الأجنبية في أفغانستان يؤدي إلى زيادة التطرف وعدم استقرار الأمن فيها.
وأشار ظريف إلى أن التطرف بأشكاله سواء تنظيم القاعدة أو حركة طالبان أو تنظيم داعش الإرهابي الذي أوجد له مناطق نفوذ له في شرق أفغانستان يعتبر تهديدا بالنسبة للمنطقة برمتها مشددا على أن محاربة التطرف في أفغانستان أمر جدي وتنظيم داعش الإرهابي جزء من هذا التطرف.
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الايراني علي شمخاني أكد في تصريحات له أمس ضرورة مواجهة الدول الاسلامية للتطرف والإرهاب الذى تجلى اليوم على شكل تنظيمات إرهابية كتنظيم “داعش” وغيرها بصورة جذرية وصادقة وجادة.
وحول الأنباء عن إمكانية إعادة فتح السفارتين الإيرانية والبريطانية في البلدين أكد ظريف أن بلاده مستعدة للتعامل مع السفارة البريطانية في طهران مثلما تتعامل مع السفارات الأجنبية الأخرى فيها وقال “إن بلاده اتخذت قرارا لإعادة إقامة علاقات ثنائية بين طهران ولندن إلا إن إعادة فتح السفارتين يتطلب التوصل إلى اتفاقيات محددة.
مسؤولون إيرانيون: الاحتلال سيتلقى رد فعل شديد إزاء جريمته الإرهابية
إلى ذلك أكد عدد من المسؤولين الايرانيين أن كيان الاحتلال الإسرائيلي سيتلقى الرد المناسب إزاء جريمته الارهابية في مزارع الأمل بمحافظة القنيطرة.
وبهذا السياق أكد القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أن استشهاد ثلة من المقاومين الاحرار الذين سقطوا في العدوان الارهابي الصهيوني على مزارع الامل بالقنيطرة يبشر “بتحرير القدس الشريف وازالة وصمة العار الصهيونية من المنطقة”.
وقال جعفري في تصريح له على هامش مراسم تشييع الشهيد العميد محمد علي الله دادي في طهران اليوم .. ان “استشهاد العميد دادي يوصل الرسالة بأن مسار الثورة الإسلامية في ايران لن يتوقف وسيستمر حتى تحرير القدس الشريف”.
بدوره اكد اللواء مصطفى ايزدي مساعد رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية للشؤون الاستراتيجية والاشراف القيادي ان كيان الاحتلال الاسرائيلي سيتلقى “رد فعل شديد إزاء جريمته الارهابية في القنيطرة”.
وشدد ايزدي في تصريح مماثل على ان ايران ستدافع دائما عن جبهة المقاومة وستقدم لها “مساعدات استشارية وفكرية في هذا المجال” وقال “إن ايران ستواصل تقديم الدعم الاستشاري للحكومة والشعب السوري لاعادة الامن والاستقرار الى هذا البلد”.
وفي السياق قال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران محسن رضائي في تصريح مماثل إن “استراتيجية محور المقاومة لا تتغير جراء هجوم واحد من قبل الكيان الصهيوني وان حزب الله سيقتص من الصهاينة بسبب العدوان على القنيطرة”.
وأوضح رضائي أن “الصهاينة أرادوا استعراض القدرات الاستخباراتية في هذا الهجوم وان الكيان الصهيوني قلق مما يقوم به الشعب السوري والشعب اللبناني من تصد ومواجهة للارهابيين التكفيريين المرتبطين به”.
وأكد الحرس الثوري الايراني في بيان أول أمس أن العدوان الصهيونى الغاشم على مزارع الامل في القنيطرة يكشف مرة اخرى بأن فتنة التيارات التكفيرية تأتي في إطار السياسات والمؤامرات التي تحيكها الانظمة السلطوية والصهيونية بالتنسيق مع قادة البيت الابيض والكيان الصهيونى لاستهداف الامة الاسلامية.
21/1/2019