الاتحاد العام لنقابات العمال
الاتحاد العام لنقابات العمال
أحدث الأخبار

دراسات عمالية

الصفحة السابقة »

شهادات بحق عمال الوطن وضرورات تطوير مواقعهم


شهادات بحق عمال الوطن وضرورات تطوير مواقعهم
                                                                               
الوطن ماذا يأمل من عماله ؟!
والعمال والوطن وجموع أبنائه ماذا يرغبون من النقابات ومؤتمراتها في هكذا ظروف وطنية مؤلمة ومآسي اقتصادية واجتماعية ؟
 هي تساؤلات وتحديات ومهام تنتظر أن تجيب عليها وتتصدى لها بفعالية الحركة النقابية   السورية ، ويتطلع الجميع إلى قيادات وكوادر وقواعد هذه المنظمة الجماهيرية الحاضنة لقطاع واسع وهام ومنتج بما يضمن استمرار وارتقاء فعلها في ميادين العمل والإنتاج المادي والاقتصاد والمجتمع آملين ومتوقعين أن تسهم النقابات بوعي ومسئولية في معالجة هذا الكم المزعج من الآثار والتداعيات والآلام التي تسبب بها كل أعداء الوطن ويعاني منها الشعب السوري وخاصة المنتجين والطيبين والوطنيين من أبنائه وطبقاته الشعبية وفي مقدمتهم الأكثر تضحية وعطاء ومعاناة المتمثلين بالعاملين بأجر وعمال الوطن وفلاحيه وكادحيه وأبنائهم في القوات المسلحة حماة الديار .
لا أحد ينكر صعوبة الظروف المحيطة بالعمال ونقاباتهم والحاجة إلى المعالجة الجادة لهموم العمال والمواطنين والوطن، ولكنها مهام كبيرة ونبيلة تفرضها وقائع المحنة التي تتطلب جهداً استثنائياً للانتصار على ذواتنا وعلى خصومنا وأعدائنا ، وهي حاجة حيوية للعمال وشروط موضوعية لنجاح مهام وتقاليد وأرث عمال سورية المشهود لهم بالعطاء والإيثار وبتلازم كفاحهم العمالي والطبقي والوطني والقومي والإنساني .
تأكيداً لهذه الحقيقة وبمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين للحركة التصحيحية المجيدة يحضرني في هذا الصدد ماخاطبنا به القائد العربي السيد الرئيس حافظ الأسد عام 1974 في افتتاح المؤتمر الثامن عشر للاتحاد العام المنعقد خلال فترة معارك الاستنزاف ضد العدو الإسرائيلي بعد حرب تشرين التحريرية عام 1973 قائلاً بحق العمال في سورية آنذاك وكأنه يحكي مآثرهم اليوم أيضاً:
" لقد بذل العمال جهوداُ كبيرة في خدمة الوطن وفي سبيل تحقيق مصالح الجماهير العاملة .. وفي كل المحن والشدائد التي تعرض لها وطننا العربي كان العمال دوماً ضمن القوات المسلحة ، وفي المصانع والمعامل حيث كانوا يرفدون المجهود الحربي بصمودهم وجهودهم لمضاعفة الإنتاج . وكان إعلانهم وتنفيذهم لأشهر زيادة الإنتاج بادرة فيها الدليل الكافي على سمو الروح الوطنية ونمو الوعي النقابي ..." .
وفي شهادة أخرى في مؤتمر نقابي لاحق انعقد في آذار عام 1980 تحدث السيد الرئيس الراحل حافظ الأسد في افتتاح المؤتمر التاسع عشر الاستثنائي عن المواجهة البطولية لعمال سورية ودحرهم لأحدى حلقات سلسلة الاستهداف التآمري التكفيري والرجعي ضد قطرنا وشعبنا المقاوم لمشاريع التطبيع واتفاقية الاستسلام في كامب ديفيد ، وكانت سورية في مستهل الثمانينيات من
القرن الماضي قد شهدت حالة قريبة مما تشهده اليوم من أعمال تفجير وقتل واغتيالات وتخريب وقطع الطرق الرئيسية بين المحافظات وذلك من قبل مجموعات متطرفة مسلحة مدعومة أيضاً من الخارج ومن الرجعية الخليجية . فدعا الاتحاد العام إلى هذا المؤتمر الاستثنائي وخاطبنا السيد الرئيس قائلاً :
" إن ثورة آذار هي ثورة العمال والفلاحين ، إن التاريخ لا يمكن أن يعود إلى الخلف أبداً . لقد أخذ الكادحون مواقعهم وعليهم أن يطوروا هذه المواقع . إنهم أصحاب المصلحة وأصحاب القرار في كيفية خدمة هذه المصلحة ولم يعد ممكننا لأحد أن يكون وصياً على الكادحين ، كما لم يعد ممكناً للرجعية أن تلعب أي دور أساسي في تاريخ هذا البلد ..."
كان توجيهاً لعمال سورية وحركتهم النقابية في ذلك التاريخ قبل ما يزيد عن ثلاثة عقود و:انه توجيه مطلوب وحيّ وراهن لمؤتمرات اليوم .
إننا والذين أنصتنا إليه باعتزاز في ذاك المؤتمر نعتقد بأن هذه الكلمات هي بمثابة التوصية الخالدة التي لا تزال صالحة اليوم أيضاً بل هي صالحة لكل نضالات الكادحين والشعوب على الدوام في وجه المعادين للأوطان ولإفشال محاولات الهيمنة على الشعوب ولتعزيز القدرة الذاتية على مواجهة مستغلي الطبقات الشعبية ولإيجاد آليات تمكينها من المشاركة الناشطة في اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي لصالح جماهير الوطن وتقدمه وازدهاره وسيادته والاقتسام العادل للخيرات والتضحيات بين أبناء الوطن الواحد والمواجهة المشتركة لكافة أعدائه والمعيقين  لتطوره .
لن يقوى أعداء الخارج والداخل على سورية وشعبها وعمالها فمن يملك أرثاً حضارياً كالذي تملكه لؤلؤة بلاد الشام والشرق فلن تقوى عليه زوابع الجهالة والتخلف وغزاة العصر .
وعمال سورية ومنظمتهم النقابية الذين يملكون هذه التقاليد النضالية وهكذا شهادات تقدير بحقهم وصنعوا بدمائهم وعرقهم مثل هذا التاريخ والمواقف المشرفة ويمارسون النضال العمالي والنقابي والوطني لايخشى على مستقبل حركتهم النقابية وتطورها .
المهم أن نتوحد ونصنع بأيدينا وبكل حكمة ومسؤولية وشجاعة لبنات ومداميك حاضرنا ومستقبلنا مؤمنين ومعتمدين أنه بالعلم والعمل والأخلاق سيكون الغد الأفضل لنا ولأجيالنا القادمة ولوطننا الحبيب .
 


مشاركة :
طباعة